القسم بأشياء عظام على لعنة أصحاب الأخدود .
بسم الله الرحمان الرحيم
{والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7 وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد 8 الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد 9 إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق 10 إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير 11}
المفردات:
والسماء: أقسم الله بها وبما بعدها .
ذات البروج: ذات المنازل المعروفة للكواكب .
التفسير:
1- والسماء ذات البروج .
أي: أقسم بالسماء البديعة ذات البروج .
والبروج جمع برج ،وهو القصر العظيم ،أو الحصن .
قال تعالى: أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة ...( النساء: 78 ) .
وتطلق البروج على النجوم والشمس والقمر ،فهي مخلوقات ضخمة ،وكأنها بروج السماء الضخمة ،أي قصورها المبنية ،كما قال سبحانه: والسماء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون .( الذاريات: 47 ) .
وإما أن تكون البروج هي المنازل التي تنتقل فيها تلك الأجرام في أثناء دورانها ،وهي مجالاتها التي لا تتعداها في جريانها في السماء .
قال القرطبي:
قوله: والسماء ذات البروج .
قسم أقسم الله عز وجل به ،وفي البروج أربعة أقوال:
أحدها: ذات النجوم ،الثاني: ذات القصور ،الثالث: ذات الخلق الحسن ،الرابع: ذات المنازل الخاصة بالكواكب السيارة ومداراتها الفلكية الهائلة ،وهي اثنا عشر منزلا:
الحمل ،الثور ،الجوزاء ،السرطان ،الأسد ،السنبلة ،الميزان ،العقرب ،القوس ،الجدي ،الدلو ،الحوت .اه .
وخلاصة المعنى:
أقسم بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة التي تنزلها الكواكب أثناء سيرها .
قال المفسرون: سميت هذه المنازل بروجا لظهورها ،وشبّهت بالقصور لعلوّها وارتفاعها ،لأنها منازل الكواكب السيارة .