قوله: ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ) أسر ،وسرى أسرى يسْري سُرىً ؛أي سار ليلا{[2468]} .أمرت الملائكة لوطا أن يسير بأهله ( بقطع من الليل ) أي ببقية من الليل .أو بآخره .
قوله: ( واتبع أدبارهم ولا يتلفت منكم أحد ) أي امض خلف أهلك الذين تسري بهم فكن من ورائهم وهم أمامك ( ولا يلتفت منكم أحد ) أي لا تلتفتوا إلى الذين وراءكم ممن حاق بهم العذاب .وذلك كيلا يتخلف منكم أحد فيصيبه من العذاب ما أصاب قوم لوط .أو كيلا يرى ما نزل بالقوم المجرمين من العذاب والنكال .
قوله: ( وامضوا حيث تؤمرون ) أي حيث أمركم الله بالمضي إليه .قال ابن عباس: يعني الشام .وقيل: إنه مضى إلى أرض الخليل بمكان يقال اليقين .وإنما سمي اليقين ؛لأن إبراهيم لما خرجت الرسل شيعهم . فقال لجبريل: من أين يُخسف بهم ؟قال:"من هاهنا "وحدّ له حدّا .وذهب جبريل .فلما جاء لوط جلس عند إبراهيم وارتقبا ذلك العذاب ،فلما اهتزت الأرض قال إبراهيم: أيقنتُ بالله ؛فسمي اليقين .