قوله:{وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}{يَثْرِبَ} اسم أرض ،والمدينة ناحية منها وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم طيْبة وطابة .و{مُقَامَ} ،بضم الميم ،مصدر أقام يقيم ،أي لا إقامة لكم .ومقام ،بالفتح اسم مكان ؛أي لا موضع لكم تقيمون فيه بهذه المقالة نادى المنافقون والضعفاء الذين في قلوبهم شبهة أو زيغ .لقد نادوا في أهل المدينة محرّضين على الهرب من عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلين لهم أن لا إقامة لكم هنا ،{فَارْجِعُوا} أي عودوا إلى منازلكم .
قوله:{وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ} أي يستأذنوه في الرجوع إلى بيوتهم في المدينة وهم يصطنعون لأنفسهم العذر في ذلك وهو قوله:{يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} أي فيها خلل لا يأمن صاحبُها السارق على متاعه .أو سائبة وغير حصينة .أو معوَّرة وذات عورة إذا كان يسهل دخولها{[3704]}
قوله:{وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} ذلك تكذيب لهم من الله وردّ منه لما تذرعوا به مما ذكروه من عورة بيوتهم ،وإنما يبتغون الفرار من وجه المشركين لما استحوذ عليهم الشيطان فأفزعهم أيما إفزاع .وهو قوله:{إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا} أي ما يريد هؤلاء الخائرون المرجفون إلا الهرب من مواجهة المشركين{[3705]} .