قوله:{إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}{تَخَاصُمُ} مرفوع على البدل من{لَحَقٌّ} أو خبر مبتدأ محذوف وتقديره هو تخاصم .والمعنى: أن هذا الذي أخبرتكم من الخبر عن تلاعن أهل النار ودعاء بعضهم على بعض في النار لهو حق يقين .
وفي هذه الآيات ونظائرها عما يلاقيه الأشقياء الخاسرون من عظائم الأمور في جهنم ،ما بقرع القلوب ويؤزُّ الوجدان والمشاعر ،ويستنفر الجنان والأذهان .لا جرم أن هذه الأخبار عن أهوال أهل النار وعن شدائدهم وعظائمهم المُخوفة الرعيبة لتسْتوقف الذهن والنفس وتشْدهُ البال والخيال والحس ،وتشغل القلب وتثير في النفس دوام الخوف والوجل .