قوله:{يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}{يوم} منصوب على الظرف .وتقديره: ننتقم يوم نبطش .وقيل: منصوب بإضمار فعل والتقدير: اذكر يا محمد يوم نبطش{[4165]} وفي المراد بالبطشة الكبرى قولان:
أحدهما: أنه يوم بدر .وهو قول ابن مسعود وابن عباس وآخرين .قالوا: إن كفار مكة لما أزال الله تعالى عنهم القحط والجوع عادوا إلى التكذيب فانتقم الله منهم يوم بدر .
ثانيهما: أنه يوم القيامة .وهذه رواية عن ابن عباس .فقد قال: قال ابن مسعود: البطشة الكبرى يوم بدر ،وأنا أقول ،هي يوم القيامة .وهذا القول أولى بالصواب ،لأن يوم بدر لا يبلغ مبلغا يوصف فيه بهذا الوصف العظيم ،ولأن الانتقام التام إنما يحصل يوم القيامة .ولأن هذه البطشة قد وصفت بأنها كبرى فوجب أن تكون أعظم أنواع البطش ولا يكون ذلك إلا يوم القيامة{[4166]} .