قوله تعالى:{ولقد جاء آل فرعون النذر 41 كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر 42 أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر 43 أم يقولون نحن جميع منتصر 44 سيهزم الجمع ويولون الدبر 45 بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} .
يخبر الله في هذه الآيات عن أمة ظالمة أثيمة أخرى ،وهم فرعون وقومه من القبط ،فقد كانوا فاسقين طغاة ،وقد جاءهم من الله النذر أي الإنذار وهو الإبلاغ .والمراد بذلك رسول الله موسى وأخوه هارون ،إذ أرسلهما الله إلى فرعون وملئه لتحذيرهم الكفر والباطل ودعوتهم إلى دين الله الحق .ولقد أيد الله نبيه موسى بجملة من الخوارق وهي معجزات حسية ظاهرة توجب التصديق واليقين .وذلك كمعجزة العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم وغير ذلك من الآيات المحسوسة الواضحة التي لا يجحدها إلا مأفون خاسر .لكن القوم الظالمين كذبوا بذلك كله فأهلكهم الله بعقاب أليم وهو قوله:{كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} .