قوله تعالى:{فإذا جاءت الصاخّة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه 36 لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 37 وجوه يومئذ مسفرة 38 ضاحكة مستبشرة 39 ووجوه يومئذ عليها غبرة 40 ترهقها قترة 41 أولئك هم الكفرة الفجرة} .
يبين الله في هذه الآيات المفزعة بعضا من أخبار القيامة وما يقع في هذا اليوم العصيب من أحداث عجاب وأهوال فظيعة مريعة يعجز عن شرحها القلم والبيان لدى الإنسان .لا جرم أن الساعة رهيبة مذهلة وفيها من جليل الخطوب وعظيم الدواهي ما تتزلزل منه القلوب ،وتشخص من أجله الأبصار وتذل لهوله النواصي .
إن هذه الآيات العجيبة المذهلة من كتاب الله الحكيم لتبين للأذهان والأخيلة حقيقة الساعة تبيينا ظاهرا مشهودا ،يعجز عن مثله النظم أو الكلم .إنها آيات مثيرة مريعة تضخّ الآذان وتشده الخيال والحس وتثير في النفس الخشية والارتياع والفزع .وهذه واحدة من ظواهر الإعجاز في القرآن الكريم .
قوله:{فإذا جاءت الصاخّة} الصاخة من أسماء يوم القيامة .وهي صيحة القيامة عقب النفخة الأخيرة .وقد سميت بذلك لشدة صخها أو صخيخها .فهي تصخ الأسماع صخا فتبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها .