{فأما من طغى .وآثر الحياة الدنيا} هذان وصفان هما وصفا أهل النار ،الطغيان وهو مجاوزة الحد ،وإيثار الدنيا على الاخرة بتقديمها على الاخرة وكونها أكبر هم الإنسان ،والطغيان مجاوزة الحد ،وحد الإنسان مذكور في قوله تعالى:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [ الذاريات: 56] .فمن جاوز حده ولم يعبد الله فهذا هو الطاغي لأنه تجاوز الحد ،أنت مخلوق لا لتأكل وتتنعم وتتمتع كما تتمتع الأنعام ،أنت مخلوق لعبادة الله فاعبد الله عز وجل ،فإن لم تفعل فقد طغيت هذا هو الطغيان ألا يقوم الإنسان بعبادة الله .{وآثر الحياة الدنيا} هما متلازمان فإن الطاغي عن عبادة الله مؤثر للحياة الدنيا لأنه يتعلل بها عن طاعة الله ،ويتلهى بها عن طاعة الله ،إذا أذن الفجر آثر النوم على الصلاة ،إذا قيل له أذكر الله آثر اللغو على ذكر الله وهكذا ...