وأما قوله:{والطارق} فهو قسم ثان ،أي أن الله أقسم بالطارق .فما هو الطارق ؟ليس الطارق هو الذي يطرق أهله ليلاً بل فسره الله عز وجل بقوله:{النجم الثاقب} هذا هو الطارق ،والنجم هنا يحتمل أن يكون المراد به جميع النجوم فتكون ( ال ) للجنس ،ويحتمل أنه النجم الثاقب ،أي: النجم اللامع ،قوي اللمعان ،لأنه يثقب الظلام بنوره ،وأيًّا كان فإن هذه النجوم من آيات الله عز وجل الدالة على كمال قدرته ،في سيرها وانتظامها ،واختلاف أشكالها واختلاف منافعها أيضاً ،قال الله تبارك وتعالى:{وعلامات وبالنجم هم يهتدون} [ النحل: 16] .وقال تعالى:{ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين} [ الملك: 5] .فهي زينة للسماء ،ورجوماً للشياطين ،وعلامات يهتدى بها .