هذا ،ولقد أورد ابن كثير على هامش الآية{وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم}
حديثا رواه الحافظ أبو يعلى بطرقه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ممسك بحجزكم: هلم عن النار هلم عن النار وتغلبونني ،تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب ،فأوشك أن أرسل حجزكم ،وأنا فرطكم على الحوض فتردون عليّ معا وأشتاتا أعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريب من الإبل في إبله فيذهب بكم ذات اليمين وذات الشمال فأناشد فيكم رب العالمين ،أي رب قومي أي رب أمتي فيقال: يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم ،فلا أعرفن أحدهم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ينادي يا محمد يا محمد فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت ،ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء ينادي: يا محمد يا محمد ،فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت ،ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا لها حمحمة فينادي: يا محمد يا محمد ،فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغت ،ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي: يا محمد يا محمد ،فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغت ){[1444]} .حيث ينطوي في هذا الحديث تنبيه وإنذار قويان نافذان بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما يحسن بهم أن يلتزموه ليكونوا على صراط الله المستقيم وبوجوب ابتعادهم عن كل ما فيه ظلم وانحراف وعدوان مهما قل .