{قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ( 64 ) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ( 65 ) بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ( 66 )} [ 64 – 66] .
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بتوجيه سؤال استنكاري فيه معنى التقريع للكفار عما إذا كانوا يريدونه أن يعبد غير الله كما يفعلون بجهلهم في حين أن الله قد أوحى إليه وإلى الأنبياء من قبله أن الذي يشرك بالله يحبط عمله ويكون خاسرا ،وأن عليه أن يعبد الله وحده ويكون له شاكرا .
وفي توجيه الخطاب في الآية الأولى للكافرين عود على بدء في صدد محاججتهم والتنديد بهم ،وربط بين هذه الآيات وما قبلها سياقا وموضوعا ،وقرينة على أن الآيات السابقة لها متصلة أيضا بموقف الجدل والحجاج بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكفار وبسبيل دعوة الكفار إلى الله وحده .
ولقد قال المفسرون{[1769]} في سياق تفسير الآية الأولى: إنها جواب لطلب الكفار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يعبد آلهتهم ليعبدوا إلهه .وروى ابن كثير عن ابن عباس أن ذلك سبب نزول الآية .ونحن نرجح أن الآية متصلة بالسياق السابق واللاحق ولم تنزل منفصلة لسبب جديد .وهذه ثالث مرة يتكرر فيها مثل هذا الأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في السورة ،ولقد نبهنا إلى ذلك في مناسبة سابقة منها وعللناه بما تبادر لنا ،ونرجو أنه الصواب فنكتفي بذلك .