/خ19
تعليق على مدى الآية
{والذين هم بشهاداتهم قائمون}
والآية كما هو المتبادر تعتبر القيام بالشهادة من صفات المؤمنين الصادقين وتنوّه بمن يفعل ذلك .وهناك آيات فيها حث على ذلك منها آية سورة النساء هذه{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على
أنفسكم أو الوالدين والأقربين}[ 135] وآية سورة المائدة هذه{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [ 8] وآية سورة الأنعام هذه{وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} [ 152] وآية سورة الطلاق هذه{وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الأخر} [ 2] وهناك نهي عن كتمان الشهادة وإنذار لكاتميها كما هو في آية البقرة هذه{ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه} [ 283] ونهى عن مضارة الشهداء كما هو في آية البقرة هذه{ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم} [ 282] ونهي للشهداء عن عدم الشهادة كما هو في آية البقرة هذه{ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا} [ 282] حيث يبدو من هذا مدى عناية حكمة التنزيل بهذا الأمر الذي فيه إحقاق للحق وتوطيد للعدل وضمان لطمأنينة الناس على حقوقهم المتنوعة .
وهناك أحاديث نبوية عديدة متساوقة مع التلقين القرآني وفي بعضها تحذير من شهادة الزور وتعظيم لإثمها .منها حديث رواه الخمسة إلا البخاري عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها ){[2283]} وحديث رواه الترمذي وأبو داود عن خريم بن فاتك قال: ( صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال: عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ثلاث مرات ثم قرأ{فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ...} [ الحج: 30-31] ){[2284]} .وحديث رواه الشيخان و الترمذي عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أخبركم بأكبر الكبائر قالوا: بلى يا رسول الله ،قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور .قال: فما زال يقولها حتى قلنا ليته سكت ){[2285]} وحديث رواه ابن ماجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار ){[2286]} .