{ وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا} أي لست أنت إلا بشرا مثلنا ، وكيف تكون من بيننا رسولا ونبيا ، أي أنه في نظرهم لا يكون الرسول منهم أو مثلهم يأكل مما يأكلون منه ويشرب مما يشربون ، وذكروا النتيجة ، وهي أنه ما دام منهم أو مثلهم فليس نبيا ، ولذا قالوا بعد ذلك{ وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} إن هنا هي المخففة من الثقيلة ، واسمها هو ضمير الشأن والحال أي إنه الحال والشأن نظنك لمن الكاذبين ، والدليل على أنها مخففة من الثقيلة اللام في قوله تعالى لمن الكاذبين ، وقد أكدوا رميهم له بالكذب بإن وباللام ، وبعده في صفوف الكاذبين البهاتين .
والظن هنا معناه العلم القطعي ، ولكن عبروا بالظن أو باقي القول ، وإن أرادوا العلم ، وكان من أدب العرب في القول أن يؤثروا الظن على القطع ، وإن كانوا ظالمين .