/م52
و«الحور » جمع حوراء . وهي المرأة الشابة الحسناء ، الجميلة ، البيضاء شديدة سواد العين . وقال زيد بن أسلم:الحوراء التي يحار فيها الطرف .
و{ عين} حسان الأعين .
وقال مجاهد:الحوراء التي يحار فيها الطرف ، من رقة الجلد ، وصفاء اللون .
وقال الحسن:الحوراء شديدة بياض العين ، شديدة سواد العين .
واختلف في اشتقاق هذه اللفظة ، فقال ابن عباس رضي الله عنه:الحور في كلام العرب البيض . وكذلك قال قتادة:الحور البيض . وقال مقاتل:الحور البيض الوجوه .
وقال مجاهد:الحور العين:التي يحار فيهن الطرف ، باديا مخ سوقهن من وراء ثيابهن ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن ، كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون ، وهذا من الاتفاق . وليست اللفظة مشتقة من الحيرة .
وأصل «الحور »:البياض ، والتحوير:التبييض .
والصحيح:أن الحور مأخوذ من الحور في العين ، وهو شدة بياضها مع قوة سوادها . فهو يتضمن الأمرين . وفي «الصحاح » للجوهري:«الحور » شدة بياض العين في شدة سوادها ، و«امرأة حوراء »:بينة الحور . وقال أبو عمرو:الحور:أن تسود العين كلها ، مثل أعين الظباء والبقر . وليس في بني آدم حور ، وإنما قيل للنساء:حور العين ؛ لأنهن شبهن بالظباء والبقر . وقال الأصمعي:ما أدري ما الحور في العين ؟
قلت:خالف أبو عمرو أهل اللغة في اشتقاق اللفظة ، ورد الحور إلى السواد ، والناس غيره إنما ردوه إلى البياض ، وإلى بياض في سواد . والحور في العين معنى يلتئم من حسن البياض والسواد وتناسبهما ، واكتساب كل واحد منهما الحسن من الآخر ، ويقال «عين حوراء » ، إذا اشتد بياض أبيضها وسواد أسودها . ولا تسمى المرأة حوراء حتى يكون مع حور عينها بياض لون الجسد .
«والعين » جمع «عيناء » . وهي العظيمة العين من نساء ، و«رجل أعين »:إذا كان ضخم العين . و«امرأة عيناء » . والجمع «عين » .
والصحيح:أن العين هن اللاتي جمعت أعينهن صفات الحسن والملاحة .
قال مقاتل:العين:حسان الأعين . ومن محاسن المرأة:اتساع عينها في طول . وضيق العين في المرأة من العيوب .
قال أبو عبيدة:جعلناهم أزواجا ، كما يزوج النعل بالنعل . جعلناهم اثنين اثنين .
وقال يونس:قرناهم بهن ، وليس من عقد التزويج . قال:والعرب لا تقول:تزوجت بها ، وإنما تقول:تزوجتها .
قال بن نصر:هذا والتنزيل يدل على ما قاله يونس . وذلك قوله تعالى:{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} [ الأحزاب:37] ولو كان على تزوجت بها لقال:زوجناك بها .
وقال ابن سلام:تميم تقول:تزوجت امرأة وتزوجت بها . وحكاه الكسائي أيضا .
وقال الأزهري:تقول العرب:زوجته امرأة ، وتزوجت امرأة ، وليس من كلامهم:تزوجت بامرأة .
قوله تعالى:{ وزوجناهم بحور عين} أي قرناهم ، وقال الفراء:هي لغة في أزد شنوءة . قال الواحدي:وقول أبي عبيدة في هذا أحسن ، لأنه جعله من التزويج الذي هو بمعنى جعل الشيء زوجا . لا بمعنى عقد النكاح . ومن هذا يجوز أن يقال:كان فردا فزوجته بآخر ، كما يقال:شققته بآخر . وإنما تمنع الباء عند من يمنعها إذا كان بمعنى عقد التزويج .
قلت:ولا يمتنع أن يراد الأمران معا . فلفظ التزويج يدل على النكاح . كما قال مجاهد:أنكحناهم الحور . ولفظ الباء تدل على الاقتران والضم . وهذا أبلغ من حذفها والله اعلم .