ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال:{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} بقلوبكم{ وَأَسْلِمُوا لَهُ} بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.
وفي قوله{ إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ} مجيئا لا يدفع{ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} فكأنه قيل:ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟