ثم ذكر تعالى أن{ مِنْ آيَاتِهِ} الدالة على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته، وسعة سلطانه، ورحمته بعباده، وأنه الله وحده لا شريك له{ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ} هذا بمنفعة ضيائه، وتصرف العباد فيه، وهذا بمنفعه ظلمه، وسكون الخلق فيه.{ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} اللذان لا تستقيم معايش العباد، ولا أبدانهم، ولا أبدان حيواناتهم، إلا بهما، وبهما من المصالح ما لا يحصى عدده.
{ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ} فإنهما مدبران مسخران مخلوقان.{ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الذي خلقهن} أي:اعبدوه وحده، لأنه الخالق العظيم، ودعوا عبادة ما سواه، من المخلوقات، وإن كبر، جرمه وكثرت مصالحه، فإن ذلك ليس منه، وإنما هو من خالقه، تبارك وتعالى.{ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} فخصوه بالعبادة وإخلاص الدين له.