يخبر تعالى، أنه كما أنه هو المتفرد بخلق الأشياء وتدبيرها، فإنه المنفرد بالوحدانية والإلهية فقال:{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ} فبقيتم بلا سمع ولا بصر ولا عقل{ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ} فإذا لم يكن غير الله يأتي بذلك، فلم عبدتم معه من لا قدرة له على شيء إلا إذا شاءه الله. وهذا من أدلة التوحيد وبطلان الشرك، ولهذا قال:{ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ} أي:ننوعها، ونأتي بها في كل فن، ولتنير الحق، وتتبين سبيل المجرمين.{ ثُمَّ هُمْ} مع هذا البيان التام{ يَصْدِفُونَ} عن آيات الله، ويعرضون عنها.