يقول الله تعالى لرسوله [ محمد] - صلى الله عليه وسلم -:قل لهؤلاء المكذبين المعاندين:( أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم ) أي:سلبكم إياها كما أعطاكموها فإنه ( هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار [ والأفئدة قليلا ما تشكرون] ) [ الملك:33] .
ويحتمل أن يكون هذا عبارة عن منع الانتفاع بهما الانتفاع الشرعي ; ولهذا قال:( وختم على قلوبكم ) كما قال:( أمن يملك السمع والأبصار ) [ يونس:31] ، وقال:( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) [ الأنفال:24] .
وقوله:( من إله غير الله يأتيكم به ) أي:هل أحد غير الله يقدر على رد ذلك إليكم إذا سلبه الله منكم؟ لا يقدر على ذلك أحد سواه ; ولهذا قال [ عز شأنه] ( انظر كيف نصرف الآيات ) أي:نبينها ونوضحها ونفسرها دالة على أنه لا إله إلا الله ، وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال ( ثم هم يصدفون ) أي:ثم هم مع هذا البيان يعرضون عن الحق ، ويصدون الناس عن اتباعه .
قال العوفي ، عن ابن عباس ) يصدفون ) أي يعدلون . وقال مجاهد وقتادة:يعرضون:وقال السدي:يصدون .