تفسير سورة المزمل وهي مكية
قال الحافظ أبو بكر [ أحمد] بن عمرو بن عبد الخالق البزار:حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن ، حدثنا شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال:اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا:سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه ، فقالوا:كاهن . قالوا:ليس بكاهن . قالوا:مجنون . قالوا:ليس بمجنون . قالوا:ساحر . قالوا:ليس بساحر ، فتفرق المشركون على ذلك ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فتزمل في ثيابه وتدثر فيها ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فقال:"يا أيها المزمل ""يا أيها المدثر ".
ثم قال البزار:معلى بن عبد الرحمن قد حدث عنه جماعة من أهل العلم ، واحتملوا حديثه ، لكن تفرد بأحاديث لا يتابع عليها .
يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يترك التزمل ، وهو:التغطي في الليل ، وينهض إلى القيام لربه عز وجل ، كما قال تعالى:( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) [ السجدة:16] وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممتثلا ما أمره الله تعالى به من قيام الليل ، وقد كان واجبا عليه وحده ، كما قال تعالى:( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) [ الإسراء:79] وهاهنا بين له مقدار ما يقوم ، فقال تعالى:( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا )
قال ابن عباس والضحاك والسدي:( يا أيها المزمل ) يعني:يا أيها النائم . وقال قتادة:المزمل في ثيابه ، وقال إبراهيم النخعي:نزلت وهو متزمل بقطيفة .
وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس:( يا أيها المزمل ) قال:يا محمد زملت القرآن .