وهنا أمر الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ردا فيه كل معاني التهديد والوعيد فقال:قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ ومِيعادُ يجوز أن يكون مصدرا مرادا به الوعد، وأن يكون اسم زمان، والإضافة للبيان.
والمراد بالساعة الوقت الذي هو في غاية القلة. وليس ما اصطلح عليه الناس من كونها ستين دقيقة.
اى:قل لهم- أيها الرسول الكريم- لا تتعجلوا- ايها الكافرون- ما أخبرتكم عنه من أن يوم القيامة آت لا ريب فيه، ومن أن العاقبة الطيبة ستكون لنا لا لكم فإن لكم ميقاتا محددا، وموعدا معلوما، عند ما يأذن الله- تعالى- بحلوله وبانتهاء حياتكم ويبعثكم..
لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً من الزمان وَلا تَسْتَقْدِمُونَ عنه ساعة كما قال- تعالى-:إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
وكما قال- سبحانه-:وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ. يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ.
ثم حكى- سبحانه- بعض الأقوال الباطلة التي قالها المشركون في شأن القرآن الكريم، وصور أحوالهم السيئة يوم العرض والحساب، وكيف أن كل فريق منهم صار يلقى التبعة على غيره، قال- تعالى-: