الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ أى:الحمد لله الذي أذهب عنا الأحزان بفضله ورحمته، والذي أَحَلَّنا أى:أنزلنا دارَ الْمُقامَةِ أى:الدار التي لا انتقال لنا منها، وإنما نحن سنقيم فيها إقامة دائمة وهي الجنة التي منحنا إياها بفضله وكرمه.
وهذه الدار لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ أى:لا يصيبنا فيها تعب ولا مشقة ولا عناء.
يقال:نصب فلان- كفرح- إذا نزل به التعب والإعياء.
وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ أى:ولا يصيبنا فيها كلال وإعياء بسبب التعب والهموم، يقال:لغب فلان لغبا ولغوبا. إذا اشتد به الإعياء والهزال.
قال صاحب الكشاف:فإن قلت:ما الفرق بين النصب واللّغوب؟
قلت:النصب، التعب والمشقة، التي تصيب المنتصب للأمر، المزاول له.
وأما اللغوب، فما يلحقه من الفتور بسبب النصب. فالنصب:نفس المشقة والكلفة.
واللغوب:نتيجة ما يحدث منه من الكلال والفتور».
وبعد هذا البيان البليغ الذي يشرح الصدور لحسن عاقبة المفلحين، ساقت السورة الكريمة حال الكافرين، وما هم فيه من عذاب مهين، فقال- تعالى-: