ثم ختم- سبحانه- هذا العطاء الجزيل للمؤمنين بقوله:سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ.
وللمفسرين في إعراب قوله:سَلامٌ أقوال منها:أنه مبتدأ خبره الناصب للفظ قَوْلًا أى:سلام يقال لهم قولا ... .
وقد أشار صاحب الكشاف إلى بعض هذه الأقوال فقال:وقوله:سَلامٌ بدل من قوله ما يَدَّعُونَ كأنه قال لهم:سلام يقال لهم قولا من جهة رب رحيم.
والمعنى:أن الله- تعالى- يسلم عليهم بواسطة الملائكة، أو بغير واسطة، مبالغة في تكريمهم، وذلك غاية متمناهم.. .
وقد ذكر الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية بعض الأحاديث، منها ما رواه ابن أبى حاتم- بسنده- عن جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«بينما أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطح لهم نور، فرفعوا رءوسهم فإذا الرب- تعالى- قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال:السلام عليكم يا أهل الجنة. فذلك قوله:سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ قال:فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ماداموا ينظرون إليه. حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم».
والمتأمل في هذه الآيات الكريمة- كما يقول الإمام الفخر الرازي- يراها تشير إلى أن أصحاب الجنة ليسوا في تعب، كما تشير إلى وحدتهم، وإلى حسن المكان، وإلى إعطائهم كل ما يحتاجونه، وإلى تلذذهم بالنعيم وإلى تلقيهم لأجمل تحية..» .
هذا هو حال المؤمنين، وهذا بعض ما يقال لهم من ألفاظ التكريم، فماذا يقال للمجرمين.