قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي أى. وقل لهم- أيضا-:الله- تعالى- وحده هو الذي أعبده عبادة لا يحوم حولها شرك، ولا يخالطها شيء من الرياء أو التكلف.
فأنت ترى أن الله- تعالى- قد أمر نبيه صلّى الله عليه وسلم أن يعلن للناس بأساليب متنوعة، أنه لن يتراجع عن طاعته التامة لربه، وأن عليهم أن يتأسوا به في ذلك.
قال الجمل:أمر الله- تعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلم أولا:بأن يخبرهم بأنه مأمور بالعبادة والإخلاص فيها. وثانيا:بأن يخبرهم بأنه مأمور بأن يكون أول من أطاع وانقاد وأسلم.
وثالثا:بأن يخبرهم بخوفه من العذاب على تقدير العصيان.ورابعا:بأن يخبرهم بأنه امتثل الأمر وانقاد وعبد الله- تعالى- وأخلص له الدين على أبلغ وجه وآكده، إظهارا لتصلبه في الدين، وحسما لأطماعهم الفارغة،