ثم أكد- سبحانه- هذا المعنى وهو التزام العدل تأكيدا صريحا فقال:وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ، وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ.
وقوله:وَأَقِيمُوا من الإقامة، والمراد به الإتيان بالشيء على أكمل صورة، ومنه قوله- تعالى-:وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ... أى:أدوها كاملة الأركان والسنن والخشوع.
والقسط:العدل، يقال:أقسط فلان في حكمه، إذا عدل، والباء للمصاحبة.
وقوله:وَلا تُخْسِرُوا من الإخسار بمعنى النقص والبخس والجور.
والمعنى:شرع الله العدل، ونهاكم عن تجاوزه، وأمركم أن تقيموا حياتكم عليه في أوزانكم التي تتعاملون بها فيما بينكم، وفي كل أحوالكم، فاحذروا أن تخالفوا أمره ...
وكرر- سبحانه- لفظ «الميزان» للتنبيه على شدة عناية الله- تعالى- بإقامة العدل بين الناس في معاملاتهم، وفي سائر شئونهم، إذ بدونه لا يستقيم لهم حال، ولا يصلح لهم بال، ولا يستقر لهم قرار ...