( فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ . . )
والسدر:شجر النبق ، واحده سدرة ، ومخضود . أى:منزوع الشوك ، يقال:خضد فلان الشجر ، إذا قطع الشوك الذى به فهو خضيد ومخضود ، أو مخضود بمعنى ملىء بالثمر حتى تثنت أغصانه ، من خضدت الغصن ، إذا ثنيته وأملته إلى جهة أخرى .
أى:وأصحاب اليمين ، المقول فيهم ما أصحاب اليمين على سبل التفخيم ، مستقرون يوم القيامة فى حدائق ملبئة بالشجر الذى خلا من الشوك وامتلأ بالثمار الطيبة ، التى تثنت أغصانها لكثرتها . .
قال القرطبى:وذكر ابن المبارك قال:حدثنا صفوان عن سليم بن عامر قال:"كان أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقولون:إنه لينفعنا الأعراب ومسائلهم . قال:أقبل أعرابى يوما فقال:يا رسول الله ، لقد ذكر الله فى القرآن:شجرة مؤذية ، وماكنت أرى فى الجنة شجرة تؤذى صاحبها؟
فقال - صلى الله عليه وسلم -:وما هى؟ قال:السدر ، فإن له شوكا مؤذيا ، فقال:- صلى الله عليه وسلم -:ألم يقل الله - تعالى - ( فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ) . خضد الله - تعالى - شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة ".