وتشير الآية اللاحقة إلى أوّل نعمة منحت لهذه الجماعة حيث تقول: ( في سدر مخضود ){[4996]} .وفي الحقيقة أنّ هذا أنسب وأليق وصف توصف به أشجار الجنّة في دائرة ألفاظنا الدنيوية ،لأنّ ( السدر ) كما يقول أئمّة اللغة: شجر قوي معمّر يصل طوله إلى أربعين متراً أحياناً وعمره يقرب من ألفي سنة ،ولها ظلّ ظليل ولطيف ،والسلبية الموجودة في هذا الشجر أنّه ذو شوك إلاّ أنّ وصفه ب ( مخضود ) من مادّة ( خضد )على وزن ( مجد )بمعنى ( إزالة الشوك ) تنهي آثار هذه السلبية في شجر سدر الجنّة .
وجاء في حديث: كان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقولون: إنّ الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم ،أقبل أعرابي يوماً ،فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أنّ في الجنّة شجرة تؤذي صاحبها ؟
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): «وما هي » قال: السدر ،فإنّ لها شوكاً .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): «أليس يقول الله: في سدر مخضود ،يخضده الله من شوكه فيجعل مكان كلّ شوكة ثمرة ،إنّها تنبت ثمراً يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لوناً من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر »{[4997]} .