/م1
التّفسير
القرآن العجيب !!
نرجع إلى تفسير الآيات بعد ذكر ما قيل في سبب النّزول
يقول اللّه تعالى: ( قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً ){[5489]} .
التعبير ب ( أوحي إليّ ) يشير إلى أنّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يشاهد الجنّ بنفسه بل علم باستماعهم للقرآن عن طريق الوحي ،وكذلك يعلم من مفهوم الآية أنّ للجن عقلاً وشعوراً وفهماً وإدراكاً ،وأنّهم مكلّفون ومسؤولون ،ولهم المعرفة باللغات ويفرقون بين الكلام الخارق للعادة وبين الكلام العادي ،وبين المعجز وغير والمعجز ،ويجدون أنفسهم مكلّفين بإيصال الدعوة إلى قومهم ،وأنّهم هم المخاطبون في القرآن المجيد ،هذه بعض الخصوصيات لهذا الموجود المستور الحي الذي يمكن الاستفادة منها في هذه الآية ،ولهم خصوصيات أخرى سوف نبيّنها في نهاية هذا البحث ،إنّ شاء اللّه تعالى .
إنّ لهم الحقّ في أن يحسبوا هذا القرآن عجباً ،لِلَحنِه العجيب ،ولجاذبية محتواه ،ولتأثيره العجيب ،ولمن جاء به والذي لم يكن قد درس شيئاً وقد ظهر من بين الأميين ،وكلام عجيب في ظاهره وباطنه ويختلف عن أيّ حديث آخر ولهذا اعترفوا بإعجاز القرآن .
لقد تحدثوا لقومهم بحديث آخر تبيّنه السورة في ( 12 ) آية ،وكل منها تبدأب ( أن ) وهي دلالة على التأكيد{[5490]} .