والباء فى قوله ( بِأَيِّكُمُ . . ) يرى بعضهم أنها بمعنى فى . والمفتون:اسم مفعول ، وهو الذى أصابته فتنة . أدت إلى جنونه ، والعرب كانوا يقولون للمجنون:فتنته الجن . أو هو الذى اضطرب أمره واختل تكوينه وضعف تفكيره .
. كأولئك المشركين الذين قالوا فى النبى صلى الله عليه وسلم أقوالا لا يقولها عاقل . .
أى:لقد ذكرنا لك - أيها الرسول الكريم - أنك بعيد عما اتهمك به الكافرون ، وأن لك عندنا المنزلة التى ليس بعدها منزلة . . وما دام الأمر كذلك فسترى وسنعلم ، وسيرى وسيلعم هؤلاء المشركون ، فى أي قريق منكم الإِصابة بالجنون؟ أفى فريق المؤمنين أم بفريق الكافرين . .
قال الجمل فى حاشيته ما ملخصه:قوله:( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ) قال ابن عباس:فستعلم ويعلمون يوم القيامة حين يتميز الحق من الباطل ، وقيل فى الدنيا بظهور عاقبة أمرك . .
( بِأَيِّكُمُ المفتون ) الباء مزيدة فى المبتدأ ، والتقدير:أيكم المفتون ، فزيدت الباء كزيادتها فى نحو:بحسبك درهم . .
وقيل:الباء بمعنى "فى "الظرفية ، كقولك:زيد بالبصرة . أى:فيها . والمعنى:فى أى فرقة منكم المفتون .
وقيل:المفتون مصدر جاء على مفعول كالمعقول والميسور . أى ، بأيكم الفتون . .