ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بهذا التعجيب من أحوالهم التي بلغت النهاية في القبح والجحود والعناد فقال- تعالى-:فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ.
والفاء للإفصاح، أى:إذا كانوا لم يؤمنوا بهذا القرآن المشتمل على أسمى أنواع الهدايات وأحكمها وأوضحها.. فبأى حديث بعد القرآن يؤمنون؟ إنه من المستبعد إيمانهم بعد أن أعرضوا عن كل الحجج التي تهدى إلى الإيمان، فالاستفهام في قوله:فَبِأَيِّ حَدِيثٍ ...
مستعمل في الإنكار التعجيبى من حالهم، والضمير في «بعده» يعود إلى القرآن، وهو وإن لم يسبق له ذكر، فإنه ملحوظ في أذهانهم، إذ في كل وقت يذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم به.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-:فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ.
وبعد:فهذا تفسير لسورة «المرسلات» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.