التّفسير
هذه السورةهي الأخرىمن السور التي تبدأ بالقسم ..القسم الذي يهدف لبيان حقيقة مهمّة ،وهي مسألة القيامة والمعاد ومحاسبة أعمال الناس .
وأهميّة هذه المسألة إلى درجة بحيث أنّ الله أقسم في آيات مختلفة من القرآن بأنواع كثيرة من المقدّسات لتتجلّى عظمة ذلك اليوم ووقوعه حتماً .
وتلوح في بداية السورة خمسة آيات تبدأ بالقَسم ،وفيها معاني مغلقة تدعو إلى التفكير ممّا جعلت المفسّرين يبحثون فيها من جميع الوجوه .
يقول سبحانه وتعالى:
( والطور ) .
«الطور »في اللغة معناه الجبلولكن مع ملاحظة أنّ هذه الكلمة تكرّرت في عشر آيات من القرآن الكريم ،تسع منها كانت في الكلام على «طور سيناء » وهو الطور أو الجبل الذي نزل الوحي عنده على موسى ،فيُعلم أنّ المراد منه هنا في الآية محلّ البحث ( الطور ذاته ) خاصّة لو أنّنا لاحظنا أنّ الألف واللام في هذه الكلمة هي للعهد .
فبناءً على ذلك ،فإنّ الله يقسم في أوّل مرحلة بواحد من الأمكنة المقدّسة في الأرض حيث نزل عليها الوحي .