بسم الله الرحمان الرحيم
{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم1 والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم 2 ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم} .
يبين الله في ذلك أن الكافرين لا قيمة ولا وزن لأعمالهم وإن كانت في الخير ،فإنهم مع كفرهم وتكذيبهم بدين الله وبعقيدة التوحيد ،وإنكارهم لليوم الآخر لن يتقبل الله منهم عملا فما جزاؤهم عقب ذلك كله إلا النار .وهو قوله:{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} والمراد بذلك عموم الكافرين الذين يصدون الناس عن دين الله وهو الإسلام ،ويكرّهون إلى البشرية عقيدة التوحيد ،ومنهج الحق ليجتنبوه اجتنابا ،ولينحرفوا عنه أيما انحراف .أولئك الأشقياء المضلون عن سبيل الله وهو الإسلام{أضل أعمالهم} أي جعل الله أعمالهم ضلالا وضياعا فلا وزن لها ولا اعتبار .وهي بذلك هباء منثورا ليس لها في ميزان الله أيما قيمة ولو بمثقال قطمير ،لأن شرط القبول معدوم من أعمالهم وهو الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر والتصديق الكامل بمنهج الله وهو الإسلام .فما يعلمه المرء في كفره أو نفاقه من وجوه الأعمال النافعة كصلة الأرحام وإطعام الجياع والأضياف والمحاويج وبناء الدور لأهل الحاجة وغير ذلك من وجوه الخير والمعروف ،كل ذلك ليس له عند الله أيما وزن أو اعتبار .
وقيل: أبطل الله كيد الكافرين الذين يمكرون بالإسلام والمسلمين ،وجعل الدائرة عليهم .