قوله تعالى{قالوا إنا أُرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجّوهم أجمعين إلا امرأته قدّرنا إنها لمن الغابرين}
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى{قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط} الآية أشار في هذه الآية الكريمة إلى أن المراد بهؤلاء القوم المجرمين قوم لوط الذين أرسل إليهم فكذبوه ووجه إشارته تعالى لذلك استثناء لوط غير امرأته في قوله:{إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته} الآية وصرح بأنهم قوم لوط في هود في القصة بعينها{قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط} الآية وصرح في الذاريات بأنهم أرسلوا إلى هؤلاء القوم المجرمين ليرسلوا عليهم حجارة من طين في قوله:{قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين} وصرح في العنكبوت أنهم قالوا إنهم مهلكوهم بسبب ظلمهم ومنزلون عليهم رجزا من السماء بسبب فسقهم وذلك في قوله تعالى:{ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها} الآية وقوله:{قالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون} وقوله:{إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين} بين في هذه الآية الكريمة أنه استثنى آل لوط من ذلك العذاب النازل بقومه وأوضح هذا المعنى في آيات أخر كما تقدم في هود في قوله:{قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} الآية وقوله في العنكبوت{وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك} الآية ...
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى{إنها لمن الغابرين} قال: ممن غبر فهلك .