البسملة
كيفية قراءتها
أخرج البخاري في صحيحه بإسناده على قتادة قال:سئل انس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال:كانت مدا ، ثم قرأ:بسم الله الرحمن الرحيم ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم{[198]} .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقطع قراءته آية آية ومنها البسملة .
قال أبو داود:حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، حدثني ابي ، ثنا ابن جريج ، عن عبد الله بن ابي مليكة ، عن ام سلمة( انها )ذكرت ، او كلمة غيرها ، قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم{بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، ملك يوم الدين}يقطع قراءته آية آية{[199]} .
وأخرجه أبو عمرو الداني من طريق ابي عبيد-وهو القاسم بن سلام-عن يحيى بن سعيد به ،وأخرجه أيضا من طريق محمد بن سعدان عن يحيى بن سعيد به وزيادة( ثم يقف )بعد كل آية ، ثم قال:ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب{[200]}وفي زيادة قوله:ثم يقف بيان لمعنى التقطيع . وقال ابن الجزري:وهو حديث حسن وسنده صحيح{[201]} .
وأخرجه الحاكم من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ:يقطعها حرفا حرفا . وصححه وسكت عنه الذهبي{[202]} .
فضائلها
أخرج مسلم بسنده عن أبي سعيد ، أن جبريل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال:نعم ، قال:بسم الله أرقيك ، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك . باسم الله أرقيك{[203]} .
قال الإمام أحمد:ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن عاصم ، عن أبي تميمة الهجيمي ، عمن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال:كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت:تعس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه وقال:صرعته بقوتي ، فإذا قلت باسم الله ، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب{[204]} .
وأخرجه الإمام احمد من طرق أخرى عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم{[205]} . وذكره ابن كثير وقال:تفرد به احمد وهو إسناد جيد{[206]} .
وأخرجه النسائي{[207]} والحاكم من طريق خالد الحذاء عن ابي تميمة عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي{[208]} ، وصححه محقق عمل اليوم والليلة ، وصححه أيضا الشيخ الألباني{[209]} .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن:ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ، الليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال:آية من كتاب الله أغفلها الناس{بسم الله الرحمن الرحيم} .
ذكره الحافظ ابن كثير ثم قال:إسناده جيد{[210]} . وذكره الحافظ ابن حجر وحسنه ثم قال:أخرجه ابن مردويه عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن ناجيه عن خلاد بن أسلم ... وليث هو ابن أبي سليم فيه مقال لكن الأثر يعتضد بما تقدم{[211]} .
وقد روى عن مجاهد:جعفر بن إياس بن أبي وحشية وتقدم ذكره عند طريق أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .
نزولها
قال أبو داود:حدثنا قتيبة بن سعيد واحمد بن محمد المروزي وابن السرح ، قالوا:ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال قتيبة( فيه ):عن ابن عباس ، قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه{بسم الله الرحمن الرحيم} .
وهذا لفظ ابن السرح{[212]} . وصححه ابن كثير{[213]} .
وأخرجه الواحدي{[214]} ، والحاكم من طريق سفيان بن عيينة به وصححه ، وقال الذهبي:أما هذا فثابت{[215]} .
وأخرجه البزار من طريق سفيان بن عيينة به{[216]} . قال الهيثمي:رواه البزار بإسنادين رجال احدهما رجال الصحيح{[217]} والإسناد على شرط الشيخين .
تفسيرها
قوله تعالى{باسم الله}
قال التجيبي مختصر تفسير الطبري{بسم الله}بمعنى:بذكر الله وتسمية أبدأ وأقرأ{[218]} .
قوله تعالى{الرحمن الرحيم}
أخرج الشيخان بإسناديهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي ". وفي رواية لمسلم:"إن رحمتي سبقت غضبي "{[219]} . واللفظان لمسلم .
واخرج مسلم أيضا بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله مائة رحمة ،أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ،وبها تعطف الوحوش على ولدها ، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة "{[220]} .وأخرجه البخاري بنحوه وزيادة قوله: "حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه "{[221]} .
واخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من جنته احد "{[222]} . وأخرجه البخاري بنحوه وأطول{[223]} .
والرحمن مشتق من الرحمة ، وهو قول الجمهور{[224]} .
والدليل ما أخرجه أحمد قال:ثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض فقال له عبد الرحمن:وصلتك رحم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل:أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ، ومن يقطعها أقطعه فأثابته ، أو قال من يبتها أبته{[225]} .
وأخرجه أيضا من حديث أبي هريرة بنحوه{[226]} . وصححه احمد شاكر والألباني{[227]} .
وأخرجه الحاكم من طريق يزيد بن هارون به ، وسكت عنه هو والذهبي{[228]} .
وأخرجه احمد{[229]} وأبو داود{[230]} والترمذي{[231]} والحاكم{[232]} كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف بنحوه .
قال الترمذي:حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
والرحمن اسم من أسماء الله التي منع التسمي بها العباد .
كما روى الطبري عن الحسن فقال:حدثنا محمد بن بشار ، قال حدثنا حماد بن مسعدة ، عن عوف ، عن الحسن ، قال: "الرحمن "اسم ممنوع{[233]} .
وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي ثقة وباقي رجاله ثقات أيضا فالإسناد صحيح إلى الحسن البصري .
وانظر الروايات عند قوله تعالى في سورة الفاتحة{الرحمن الرحيم} .