بسم الله الرحمن الرحيم
أجمع المسلمون على أن ما في المصحف الشريف كلام الله سبحانه وتعالى ،واتفقوا على إثبات{بسم الله الرحمن الرحيم} في المصاحف .واختلفوا: فقال قراء مكة والكوفة وفقهاؤهما هي آية من كل سورة ،وقال قراء المدينة والبصرة والشام فقهاؤها: البسملات تيجانٌ لسور القرآن وليست البسملة بآية من كل سورة .
وقال كثير من العلماء إنها آية من الفاتحة ،ومن كل سورة عدا سورة براءة ،لثبوتها في المصحف الإمام ،الذي كتب بيد الصحابة الكرام .وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) أي ناقص .وهذا الحديث رواه أبو داود عن أبي هريرة .
ويقول الأستاذ الشيخ محمد عبده: افتتاح القرآن بهذه الكلمة إرشاد لنا أن نفتتح أعمالنا بها ... فإنها مطلوبة لذاتها .والمعنى: إنني أعمل عملا متبرئا من أن يكون باسمي بل هو باسمه تعالى ،لأنني أستمد القوة منه وأرجو إحسانه عليه ...
ومعنى البسملة في الفاتحة أن جميع ما يقرّر من الأحكام والآيات هو لله ،ومنه ،وليس لأحد غير الله فيه شيء .
الرحمن الرحيم: صفتان لله تعالى تدلاّن على مبدأ الرحمة ،والأولى خاصة به تعالى لا يوصف بها غيره ،وتدل على من تصدر عنه آثار الرحمة ،وهي إفاضة النعم والإحسان .أما لفظة الرحيم فتدل على منشأ هذه الرحمة والإحسان ،ويجوز أن يوصف بها غير الله تعالى ،{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم ،حريص عليكم ،بالمؤمنين رؤوف رحيم} التوبة: 128 .