النازعات: الملائكة ،أو الكواكب .
غرقاً: بشدة .
لقد جاء في القرآن الكريم ضروبٌ من القسَم بالأزمنة والأمكنة وبعض الأشياء ،ولو استعرضْنا جميع ما أقسم الله به لوجدناه إما شيئاً أنكره بعضُ الناس ،أو احتقره لغفْلتِه عن فائدته ،أو ذُهل من موضع العبرة فيه ،ولم ينتبه إلى حكمة الله في خَلْقه أو اعتقدَ فيه غيرَ الحق .فاللهُ سبحانه يقسِم به إما لتقرير وجودهِ في عقلِ من يُنكره ،أو تعظيمِ شأنِه في نفسِ من يحتقرُه .
فالقسَم بالنجوم ،جاء لأن قوماً يحقّرونها لأنها من جُملة عالَم المادّة ويغفلون عن حكمة الله فيها وما ناطَ بها من المصالح ،وآخرين يعتقدونها آلهة تتصرّف في هذه الأكوان ،فأقسَمَ اللهُ بها على أنها من المخلوقات التي تعرفُها القدرة الإلهية ،وليس فيها شيء من صفات الألوهية .
ولقد بدأ اللهُ سبحانه هذه السورة بالحَلْف بأصنافٍ من مخلوقاته ،إظهاراً لإتقان صُنعها وغزارة فوائدها بأن البعثَ حق ،وأن من قَدر على صُنعِ هذا الكونِ وما فيه لهو قادرٌ على إحياء الموتى .
فأقسَم بالنازعاتِ ،وهي الملائكةُ التي تنزع أرواح الكافرين بشدّة .