قوله تعالى: ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا .وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل واعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما )
قال الشيخ الشنقيطي: لم يبين هنا ما هذه الطيبات التي حرمها عليهم بسبب ظلمهم ولكنه بينها في سورة الأنعام بقوله ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ،ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان في قوله: ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) كان الله تعالى حرم على أهل التوراة حين أقروا بها أن يأكلوا الربا ،ونهاهم أن يبخسوا الناس أشياءهم ونهاهم أن يأكلوا أموال الناس ظلما ،فأكلوا الربا وأكلوا أموال الناس ظلما وصدوا عن دين الله وعن الإيمان بمحمد ،فلما فعلوا ذلك حرم الله عليهم بعض ما كان أحل لهم في التوراة عقوبة لهم بما استحلوا مما كان نهاهم عنه ،فحرم عليهم كل ذي ظفر: البعير والنعامة ونحوهما من الدواب ومن البقر والغنم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما من الشحم والحوايا يقال: هذا البقر ويقال هذا البطن غير الثرب وما اختلط بعظم من اللحم ،يقول ذلك جزيناهم ببغيهم يقول باستحلالهم ما كان الله حرم عليهم .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله: ( وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ) قال: أنفسهم وغيرهم عن الحق .