قوله تعالى:{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} .
قال ابن كثير:إذا كانت الجبال الصم تسمع كلام الله وفهمته ،لخشعت وتصدعت من خشيته ،فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم ؟وقد قال تعالى{ولو أن قرآن سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} الآية .وقد تقدم معنى ذلك: أي لكان هذا القرآن .وقال تعالى:{وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{وتلك الأمثال نضربها للناس} يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبهها للناس ،وذلك تعريفه جل ثناؤه إياهم أن الجبال أشد تعظيما لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها .