قوله تعالى:{قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين ( 32 ) قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون ( 33 )} ( ما ) ،في موضع رفع مبتدأ .وخبره .( لك ) .والتقدير: أي شيء كائن لك ألا تكون ؛أي في ألا تكون .وقيل: أن ،زائدة .ويكون ( ألا تكون ) في موضع نصب على الحال{[2456]} .
خاطب الله إبليس بهذا القول على لسان بعض رسله .وقيل: خاطبه الله جل جلاله على سبيل الإنكار والتحقير والإهانة .كقوله يوم القيامة مخاطبا أهل النار في النار ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) والمعنى: لمَ لمْ تسجد يا إبليس مع الساجدين ؟وهو في خطابه الكريم هذا يحقر إبليس اللعين غاية التحقير ،ويندد به أبلغ تنديد ،ويكشف للعالمين بشاعة الطبع المقبوح الذي يستقر في حقيقة هذا الكائن الشقي المتمرد بعصيانه أمر رب العالمين الذي سجدت له السموات والأرض وما فيهن .