قوله: ( ولولا إذ دخلت جناتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) هذا تحضيض من الصاحب المؤمن لصاحبه المكذب المغرور ؛إذ قال له واعظا محذرا: هلا حين دخلت جنتك فأعجبك حسنها وما فيها من ثمار وزروع ونهر ،حمدت الله على ما منّ به عليك وأعطاك من المال والولد وقلت عقب ذلك ( ما شاء الله ) ( ما ) ،اسم موصول ،و ( شاء ) صلته ،وهو في موضع رفع ؛لأنه مبتدأ وخبره محذوف .وتقديره: الذي شاءه الله كائن ،وحذف الهاء تخفيفا .وقيل: ( ما ) شرطية في موضع نصب بالفعل ( شاء ) .وجوابها محذوف ،تقديره: ما شاء الله كان{[2817]} .
قوله: ( لا قوة إلا بالله ) أي ما تيسر لك من عمارة هذه الجنة إنما هو بقوة الله وقدرته لا بقوتك وقدرتك .فإنه ما اجتمع للإنسان من مال أو خير أو نعمة فإنما ذلك كله كائن بمشيئة الله وعونه وتوفيقه ؛فهو الخالق لكل شيء ،الفعال لما يريد .
وفي فضل هذه العبارة وعظيم قدرها جاء في الصحيح عن أبي موسى أن رسول الله ( ص ) قال له:"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟لا حول ولا قوة إلا بالله ".وروى الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله ( ص ):"من قال- يعني إذا خرج من بيته- باسم الله توكلت على الله ،لا حول ولا قوة إلا بالله ؛يقال: كفيت ووقيت ،وتنحّي عنه الشيطان ".
وزاد أبو داود فيه: فقال له:"هديت وكفيت ووقيت "وقال أنس بن مالك: قال النبي ( ص ):"من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ؛لميضرّه عين ".
قوله: ( إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا ) ( إن ) ،شرطية ،( ترن ) مجزوم بالشرط ،