الحياة خاضعة لمشيئة الله
{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} فلم تستغرق في داخل ذاتك ،ولم تستسلم إلى قوتك وإلى الأسباب المحيطة بك ،بل عشت مع الله في شعور عميق بالحاجة المطلقة إليه في كل تفاصيل وجودك ،كما كنت محتاجاً إليه في أصل وجودك ،فتعرف أن الحياة كلها خاضعة لمشيئته ،وأن كل قوة مستمدة من قوته ،وبذلك تنفتح على جنتك انفتاح الحذر الذي لا يعرف ماذا يحدث لها لأنه لا يعلم مشيئة الله فيها ،فلا يثق بما تحمله من أحلام ،لأن الغيب قد يحمل لها الكثير من الأوضاع التي قد تقلبها رأساً على عقب .
المقارنة بين الإيمان والمادة
وهنا يلتفت إليه ،ليدخل في عملية المقارنة التي أثارها هذا الغني المترف بين ما يملكه من مال وولد ،وبين ما يملكه هذا العبد المؤمن الفقير ،ليثير أمامه الفكرة الإيمانية التي توحي للمؤمن بأن يكون بما عند الله أوثق منه بما عنده ،ما دامت المسألة في خط العطاء وخط المنع متصلةً بالله .{إِن تَرَنِي أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَدًا} فليست هذه هي مشكلتي التي أعيش السقوط أمامها أو الضياع فيها ،لأن هناك نافذةً واسعةً في روحي وفي عمق إحساسي بالقدرة المطلقة لله والمتصلة برحمته الشاملة ،تطلّ بي على المستقبل في انفتاحه على الأمل الكبير المنطلق من الله .