{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} وذلك من خلال هذه الثغرة التي فتحها الله في قلوب المشركين ،ليقبلوا بالدخول مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) والمسلمين في صلحٍ متوازنٍ يمنح المسلمين الراحة القتالية ليتفرّغوا للإعداد والتخطيط لفتح مكة ،عندما تسنح الفرصة لذلك .وهكذا انفتح للإسلام دربٌ كبيرٌ لصنع القوّة ،لأن وقوع أيّة معاهدةٍ بين فريقين ،يمثل اعترافاً بتعادل قوتهما ،وهذا ما عكسه صلح الحديبية ،الأمر الذي يدل على اعتراف قريش بقوّة الإسلام قوّة جديدة ،ما من شأنه أن يمثل الخطوة الأولى للنصر .
وهناك أقوال أخر في المقصود بالفتح:
منهاما ذكره في مجمع البيانأن المراد به فتح مكة ،وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها ،عن أنس وقتادة وجماعة من المفسّرين .قال قتادة: نزلت هذه الآية عند مرجع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) من الحديبيّة بُشِّر في ذلك الوقت بفتح مكة[ 1] ..ويكون التعبير وارداً مورد تنزيل الأمر المستقبلي منزلة الأمر المحقق لليقين بوقوعه ..وقد ورد ذلك في ما روي من حديث الإمام الرضا مع المأمون في علاقة الآية بفكرة العصمة[ 2] .
ومنها: أن الفتح: الظفر على الأعداء كلهم بالحجج والمعجزات الظاهرة وإعلاء كلمة الإسلام .