قوله:{فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا} أي لما بلغ موسى وفتاه ملتقى البحرين ( نسيا حوتهما ) إذ كانا قد أخذا معهما حوتا في زنبيل وكان فقدانه أمارة لهما على وجود المطلوب وهو الخضر عليه السلام ،فقد قيل للفتى من قبل ،متى فقدت الحوت ،فالمطلوب ثمة .فلما بلغا ساحل البحر وضع الفتى المكتل وفيه الحوت فتحرك واضطرب وسقط في الماء فنسي فتاه أن يخبره عن فقده حتى مضى الحوت في سبيله في البحر .وهو قوله: ( فاتخذ سيبله في البحر سربا ) ( سربا ) ،منصوب على أنه مفعول ثان للفعل اتخذ .ومفعوله الأول: ( سبيله ){[2844]} وقيل: منصوب على المصدر .أي سربَ فيه سربا .والسرب ،بفتحتين ،هو بيت في الأرض ،أو نفق{[2845]} ؛فقد قيل: أمسك الله الماء على الموضع الذي انسرب فيه الحوت فصار كالكوة المحفورة في الأرض .
وذلك أن الموضع الذي سلكه الحوت في الماء بقي فارغا وهو الذي مشى عليه موسى متبعا للحوت حتى أفضى به الطريق إلى الموضع الذي كان فيه الخضر .