قوله:{قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأرْذَلُونَ} الاستفهام للإنكار أي أنصدقك في قولك ونتبعك فيما جئتنا به وما تدعونا إليه وما اتبعك إلا الأرذلون .الأرذلون أو الأراذل بالتكسير جمع ومفرده الأرذل ،وهو الدون والخسيس{[3386]} .فكيف نتبعك ولم يؤمن بك إلا الدون من الناس ،أو الأخسّ من قومنا .كذلك كان تصور المشركين السفهاء في الأزمنة الغابرة وما عقبها من أزمان ؛إذ توزن المقادير والاعتبارات للبشر بالنظر لمكانتهم في تصور المجتمعات الجاهلية الضالة وأعرافها .
وإنما المعيار الثابت والاعتبار المستقيم في تصور الإسلام وفي ميزانه لهو الإيمان والتقوى والعلم الصحيح النافع كقوله سبحانه:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} .