قوله:{قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} قال فرعون ذلك ؛لأن كلام موسى كان غير مفهوم ولا معقول لدى قومه من الظالمين الذين استخفهم فأطاعوه ؛إذ كانوا يعتقدون أن الإله هو فرعون فقط .فلما ذكر لهم موسى أن الله خالق كل شيء لم يعقلوا معنى كلامه ،فسوّل لهم فرعون أن موسى مجنون .
وقيل: إن موسى لم يجب فرعون عما سأله بل كان ماضيا في تذكيرهم ودعوتهم إلى عبادة الله وحده .ومن أجل هذا قال فرعون لقومه: إن موسى لمجنون .ومع ذلك لم يلتفت موسى إلى مقالة فرعون وما كان يتيه فيه من باطل القول وظلم الافتراء .بل صدع بالحق المبين غير عابئ ولا متهيب بطش القوم وطغيانهم فقال:{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} .