إلاّ أن فرعون تمادى في حماقته ،وتجاوز مرحلة الاستهزاء إلى اتهام موسى بالجنون ،ف ( قال إنّ رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون ) ...
وذلك ما اعتاده الجبابرة والمستكبرون على مدى التاريخ من نسبة الجنون إلى المصلحين الرّبانيين !...
وممّا يستجلب النظر أن هذا الضالَّ المغرور لم يكن مستعدّاً حتى لأنّ يقول: «إنّ رسولنا الذي أرسل إلينا » ،بل قال: «إنّ رسولكم الذي أرسل إليكم » ،لأن التعبير برسولكمأيضاًله طابع الاستهزاء المقترن بالنظرة الاستعلائية ...يعني: إنني أكبر من أن يدعوني رسول ...وكان الهدف من اتهامه موسى بالجنون هو إحباط وإفشال منطقه القويّ المتين لئلا يترك أثراً في أفكار الحاضرين .