قوله تعالى:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ( 52 ) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( 53 ) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ( 54 ) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} .
نزلت هذه الآية في قوم من بني إسرائيل آمنوا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ،منهم: عبد الله بن سلام .وكذلك أسلم آخرون من علماء النصارى ؛فقد قيل: قدم أربعون رجلا منهم مع جعفر بن أبي طالب إلى المدينة مسلمين .وقيل: نزلت في سبعين من القسيسين بعثهم النجاشي ؛فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم{يس ( 1 ) والقرآن الحكيم} حتى ختمها فجعلوا يبكون وأسلموا ونزلت فيهم هذه الآية .وكذلك نزلت فيهم هذه الآية الأخرى{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ} أي أن فريقا من الذين أوتوا الكتاب وهو التوراة أو الإنجيل{مِن قَبْلِهِ} أي من قبل القرآن ،قد آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالقرآن الذي أنزله الله عليه .