قوله تعالى: ( واتقوا النار التي أعدت للكافرين ) ذلك وعيد مخوف لمن استحل الربا ،فمن استحل الربا فقد كفر ؛وإذا لم يستحله لكنه سادر في أكله وتعاطيه فإنه في زمرة العصاة الفاسقين .ولا ريب أنه سيلقى جزاءه في النار ليعذب فيها تعذيبا إلا أن يبوء إلى الله بالتوبة والامتناع عن الربا .
على أن الربا واحد من أكبر الكبائر وهو لفظاعته وبشاعته قد خُص من بين سائر المعاصي بشديد الإنكار والتغليظ .فهو الذين أذن الله فيه بالحرب في قوله: ( فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله ) .
وفي التشديد على بشاعة الربا ونكره روى ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ،عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه "{[580]} .
وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال:"لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ".وقال:"هم سواء "{[581]} .