قوله:{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا}{ذَلِكَ} في موضع نصب مفعول ثان مقدم .والإشارة عائدة إلى ما ذكر من التبديل وما أجراه الله عليهم من تخريب بلادهم بالسيل الشديد وإغراق أكثرهم وتمزيقهم في البلاد شذر مذر وإبدالهم بالأشجار ذات الفواكه الطيبة المستلذة ،الخمط والأثل والسِّدر ،وسبب ذلك هو كفرهم بالله وإنكار نعمته .وهو قوله:{جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا} أي جزيناهم التمزيق والتفريق والقحوط بسبب تكذيبهم وجحودهم نعمة الله .
قوله:{وَهَلْ نُجَازِي إِلاّ الْكَفُورَ}{الْكَفُورَ} ،مفعول به ؛أي هل نجازي مثل هذا الجزاء الشديد إلا المبالغ في الجحود والكفران .وما ينبغي أن يتوجه على ذلك إشكال بأن المؤمن قد يعاقب في العاجل .فإن ما يعاقب به المؤمن ليس بعقاب على الحقيقة بل هو تمحيص{[3803]}