قوله:{فأعرضوا} عن شكر الله ؛إذ جحدوا نعمته وكذبوا رسله وهذا أشد الكفران{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} أي السيل العرم .وذلك من باب إضافة الموصوف لصفته في الأصل ؛إذ الأصل العرم .و{العرم} معناه الشديد ،من العرامة وهي الشراسة والصعوبة .وعرم فلان فهو عارم وعرم .وقيل: العرم اسم للوادي الذي كان فيه الماء نفسه .وقيل: أرسلنا عليهم سيل المطر العرم أي الشديد{[3801]} فكثر الماء وملأ ما بين الجبلين وحمل الجنات وكثيرا من الناس ممن لم يمكنه الفرار .وهؤلاء هم الذين ضربت بهم العرب في المثل للفرقة فقالوا: تفرقوا أيدي سبأ .
قوله:{وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} أي أذهبنا جنيتهم لمذكورتين بالسيل الشديد الجارف وآتيناهم بدلهما جنتين ذواتي{أُكُلٍ خَمْطٍ} الأكل: الثمر .والخمط: الحامض أو المرّ من كل شيء .وكل نبت أخذ طعاما من مرارة .والحمل القليل من كل شجر .وشجر كالسِّدر .وشجر قاتل .أو كل شجر لا شوك له .وثمر الأبرار{[3802]}
قوله:{وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} أثلٍ معطوف على أُكل .والأثل شجر يشبه الطرفاء أو هو الطرفاء .وأما السدر فهو شجر النبق .