{إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً} أي:صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة واحدة فأخذهم الله بها أخذا شديدا،{فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} من الخمود .كنّى به عن سكوتهم بعد حياتهم ،كالنار تخمد بعد توقدها .كذلك يأخذ الله الظالمين المجرمين الذين يحادون الله ورسوله، ويتمالئون على الإسلام لاجتثاثه من الأذهان والقلوب ،أو يأتمرون بالمسلمين ليبيدوهم إبادة أو يقتّلوهم تقتيلا .وليس الله بغافل عن أفاعيل الظالمين المجرمين ظ ،ولكنه يُملي لهم ويمدُّ لهم من وجوه الخير والمنعة والسلطان والملذات ما يتنعّمون به ، ويتيهون خيلاء وغرورا،حتى إذا حان القدر، وحق عليهم القول بالعذاب أخذهم الله شر أخده ،كما فعل بأهل أنطاكية .وفي ذلك تخويف لمشركي قريش وتلويح لهم بالانتقام والعقاب الأليم، إنْ لم يبادروا بالإيمان والطاعة والتحرر من إسار الوثنية والضلال .{[3896]}